نشأته :
ولد النجم ” أيمن زيدان ” في قرية ” الرحيبة ” بريف دمشق سنة 1956 بأسرة متوسطة الحال ومحافظة ، كان والده يعمل كرجل شرطة فيما كان جده الشيخ ” شكري زيدان ” مختار البلدة ، عاش طفولته جميعها بقرية الرحيبة ، إلا أن ظروف عمل والده جعلته ينتقل بعد ذلك رفقة أسرته للعيش بدمشق ، برز ميوله الكبير للمسرح فكان يعظم ويكبر معه حب المسرح يوماً فيوم ، أصبح يعمل بالإجازة الصيفية ملقناً للدروس بالمسرح القومي ، الأمر الذي زاد من ارتباطه وعشقه لهذا الفن ، بعد إنهاء مرحلة الثانوية العامة أرتاد دراسة الفن , إلا أن أسرته اعترضت على الأمر بشدة , حينها قام بالتسجيل في كلية الحقوق ، لكنه لم يحب هذا التوجه إطلاقاً وغيره بعد سنة من الدراسة إلى التسجيل بكلية التجارة والاقتصاد ، فلم لم يجذبه هذا التوجه هو الأخر .
ظل زيدان ينتظر تحقق الحلم المفقود الذي حالت الضغوط الأسرية دون تحقيقه حتى تم افتتاح المعهد العالي للفنون المسرحية بسورية سنة 1977 ، هنا ترك دراسة التجارة وتوجه إليه فوراً معلناً عن ولادة جديدة ، إنها ليست ولادة رجل القانون أو الإدارة , بل ولادة الفنان الذي ظل يبحث عنه زيدان شقاً من الزمن ، وكان يبلغ من العمر عندما التحق بالمعهد 22 عاماً ، تخرج منه بعد أن تتلمذ على يد أستاذة كبار ، وقد تخرج معه من نفس وبنفس الفوج الفنان ” جمال سليمان ” .
صفاته :
قمحي البشرة ، صارم النظرة ، ممتلئ الجسم ، حسن الوجه بلحية وشعر يزيدان ببياضهما إطلالته وقاراً وهيبة .
مسيرته الفنية :
واصل ” أيمن زيدان ” بعد تخرجه ممارسته للمسرح بعشق وشغف كبير ، حيث شارك بعدة مسرحيات كممثل ومخرج ، ثم سافر إلى ألمانيا لحضور دورة خاصة في الإخراج المسرحي ببرلين ، ليصبح بعد عدة سنوات مديراُ للمسرح الجوال .
وقف أول مرة أمام كاميرا التلفزيون سنة 1983 من خلال مشاركته بمسلسل ” نساء بلا أجنحة ” للمخرج ” مأمون البني ” , وفي نفس السنة شارك مع المخرج الكبير ” محمد ملص ” في مسلسه ” أحلام المدينة ” ، ومن تم توالت أدواره بين الأولية والثانوية ، فشارك مطلع التسعينات بالعديد من الأعمال منها : مسلسل ” هجرة القلوب إلى القلوب ” ، ” سكان الريح ” ، ” احتمالات ” ، ” الخشخاش ” ، ” الطوق ” ، ” صوت الفضاء الرنان ” وغيرها .
نجاح لافت ونجومية مدوية :
عام 1993 انطلقت نجومية الفنان ” أيمن زيدان ” مدوية في العالم العربي من خلال أول بطولة مطلقة له بمسلسل ” نهاية رجل شجاع ” عن قصة للأديب الكبير ” حنا مينة ” وإخراج ” نجدت إسماعيل أنزور ” ، فغدا دور ” مفيد الوحش ” الذي جسده أشهر وأقرب دور إلى ذاكرة الجماهير ، كما شكل نجاح هذا العمل طفرة نوعية في تاريخ الدراما السورية , وهو الأمر الذي أسس لأعمال عديدة بين المخرج ” نجدت أنزور ” والفنان ” أيمن زيدان ” .
توالي الأدوار ومواصلة النجومية :
استمر ” أيمن زيدان ” في المشاركة بعدة أعمال ، إلى أن شارك بعملين أكدا موهبته ونجاحه المبهر وقدرته على العطاء في الكوميديا والدراما وهما مسلسل ” يوميات مدير عام ” لـ ” هشام شربتجي ” ، والمسلسل الدرامي التاريخي العربي الشهير ” الجوارح ” لـ ” نجدت أنزور ” .
قدم زيدان بالتوالي العديد من الأعمال التي لاقت استحساناً كبيراً لدى الجماهير كمسلسل ” تل الرماد ” ، ” الطحالب ” ، ” أيام الغضب ” ، ” يوم بيوم ” ، ” هوى بحري ” ، ” إخوة التراب ” ، ” يوميات جميل وهناء ” وغيرها .
سنة 1999 رشح نفسه لمجلس الشعب فنجح واستمر دورة واحدة ولم يكرر تجربة الترشح حتى يتفرغ للفن .
مطلع سنة 2000 وما فوق قدم العديد من الأعمال الدرامية التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : ” أنت عمري ” ، ” هولاكو ” ، ” رصيف الذاكرة ” ، ” ألو جميل ألو هناء ” ، ” ملوك الطوائف ” ، ” قاع المدينة ” ، ” حنين ” الذي صوره ببيته , وقد تعاون في تجربة الإخراج مع العديد من المخرجين في أعمال ضخمة منهم ” باسل الخطيب ” ، المخرج التونسي ” شوقي الماجري ” ، ” نجدت أنزور ” ، ” حاتم علي ” .
وقد أنهى مؤخراً مشاركته بالمسلسل الاجتماعي ” ما وراء الوجوه ” للمخرج ” مروان بركات ” ، ويواصل مشاركته بالجزء السابع من المسلسل الشهير ” باب الحارة ” بعدما شارك بالجزء السادس الذي عرض ويعرض ضمن الموسم الرمضاني الحالي ، فيما اعتذر عن بطولة مسلسل ” شهر زمان ” للمخرج ” زهير قنوع ” .
أول تجاربه في الإخراج :
خاض أولى تجاربه في الإخراج سنة 2000 عبر إخراج مسلسل ” ليل المسافرين ” عن رواية لـ ” فيكتور هيكو ” .
تقديم البرامج التلفزيونية :
سنة 2001 قدم برنامج ” لقاء الأجيال ” مع ابنه الأصغر ” نوار ” رحمه الله في نسخته الأولى والثانية .
سنة 2002 قدم برنامج ” وزنك ذهب ”
حياته الشخصية :
لم تكن الحياة الخاصة للفنان ” أيمن زيدان ” بسيطة ومستقرة ، حيث تعددت تجارب زواجه ، كان زواجه الأول في سن الثلاثين من خارج الوسط الفني واستمر 14 عاماً وتم الإنفصال ، وتزوج زيدان ثانية من خارج الوسط الفني ولم تكن هذه التجربة ناجحة هي الأخرى , حيث انتهى زواجه بعد شهور عديدة ، ليتزوج بعدها بشكل مفاجئ من الفنانة المعتزلة ” نورمان أسعد ” بعد الإنتهاء من مسلسل ” يوميات جميل وهناء ” لكن سرعان ما انفصلا سريعاً لأسباب مجهولة ، وعادا لبعدهما بعد مدة وأثمر زواجهما عن ابنتهم الوحيدة ” جودي زيدان ” وتم الإنفصال النهائي بينهما سنة 2003 ، فتزوج زيدان للمرة الأخيرة السيناريست المصرية ” نشوى زايد ” وما زال الزواج مستمراً حتى الآن ، وله منها من الأبناء : ” نوار ” رحمه الله , والذي توفى سنة 2011 , ” حازم ” ، ” غالب ” ، ” جانيار ” ، ” نورا ” .
الحياة الأدبية :
عام 2007 صدرت له مجموعة قصصية بعنوان ” ليلة رمادية ” ، ويعد حالياً مجموعة قصصية جديدة بعنوان ” أوجاع ” ، يمتلك زيدان أسلوباً أدبياً رفيعاً ولغة عربية غاية في البلاغة والإتقان تبدو جليةً من خلال كتاباته القصصية وشذراته التي ينثرها بصفحته الشخصية على الفيسبوك .
من الألقاب التي عرف به زيدان : ” ذو اللسان الطلق ” ، ” امبراطور الدراما العربية ” ، ” وحش الدراما ” .
شهادات حول أيمن زيدان :
الفنان ” فراس إبراهيم ” : ” أيمن زيدان هو فاكهة الدراما السورية والعربية ، تخرج قبلي بأربع سنوات وكان مدرساً مساعداً مع دكتور شريف شاكر في سنة تخرجي ، ربطتني به علاقة مودة وصداقة تضعف أحياناً وتشتد أحياناً أخری بسبب البعد والظروف والارتباطات ، لكن هذه المودة لم تنقطع أبداً , أيمن من نوادر الدراما العربية وظرفائها , هو شخص موهوب , مثقف , خفيف الظل , كما أنه مهني وإداري ، ذكي ويتمتع بجاذبية كبيرة الأمر الذي أعطاه ولا يزال يعطيه هذا الألق الذي هو عليه دائماً , أتمنی له دوام النجاح وراحة البال وسكينة الفؤاد ” .
الفنانة ” منى واصف ” : ” أيمن من أكثر الفنانين الذين عملت معهم عطاء رغم أننا لم نشتغل مع بعض سوى عملين أو ثلاث ، وأعتقد أن أول مرة التقينا بها كانت بمسلسل ” نهاية رجل شجاع ” ، تجمع بيننا صداقة تنقطع ثلاث أو أربع سنوات لكنها سرعان ما تتجدد , فمن خلال معرفتي به لا يمكنني القول سوى أنه إنسان لطيف ومريح في الاشتغال معه , ومن أكثر الفنانين الذين يختارون أدوارهم بدقة بالغة , وبيني وبين أيمن يظل احترام كبير لأنني أنا أمثل جيل وهو جيل آخر ” .
الفنان ” وائل رمضان ” : ” زيدان شيبته وقار ، تعلمنا منه الكثير وسوف يبقى مدرسة للأجيال القادمة ، هو فنان رائع وشخصيه كوميدية بامتياز ” .
الفنانة المصرية ” يسرا ” : ” لم تجمعني بالفنان أيمن زيدان أية علاقة عمل أو صداقة ، لذلك معرفتي الشخصية به هي معرفة سطحية ، لكن سبق وأن قابلته مرتين بالصدفة ، وكانت صدفة لطيفة أدركت من خلالها أنه رجل طيب جداً ، لكن كشخصية فنية هو بالنسبة لي رجل مجتهد وفنان مهم جداً ، تابعت له أعمال في غاية الأهمية ، فهو فنان له مكانته الكبيرة والخاصة ” .
المخرج ” علي شاهين ” : ” الفنان أيمن زيدان إنسان رائع ، عملت معه عملين دراميين كممثل عرفت فيه منتهى الشفافية بإدارته للعمل ، كما أنه صديق قديم عرفته كصاحب قلب غاية في الطيبة ، وفنان حقيقي لم أسمع يوماً أنه ظلم أحداً , أنا أسمية ” العشبه البرية الطيبة والنافعة ” ، حماه الله ” .
الفنانة ” سوزان نجم الدين ” : ” أيمن شخص لا تختصره الكلمات لأنه يستحق مني الكثير ، فهو مؤسس من مؤسسي الدراما السورية الكبار ، وله الفضل في ظهور نجوم نجمات كبار على الساحة الفنية السورية , هو فنان حقيقي بكل معنى الكلمة ، يحترم كفنان وله مني كل الإحترام أساساً كصديق ، فقد جمعتنا صداقة رائعة بالكثير من الأعمال ” .
الفنان المغربي ” هشام بهلول ” : ” أيمن هو الشخص الذي يحظى باحترام ومحبة الجميع ، عرفته كصديق طيب ، وفي ، واسع الفكر ، طويل الباع ثقافياً في شتى المجالات ، يبهرك نقاشه ويأسرك سمره ، هو شخص يحب أن يعيش الحياة ببساطتها بعيداً عن العقد , كلماته لي أثناء إصابتي لا زال يتردد عندي صداها القوي وأنا أقراها أثناء تماثلي للشفاء , ” إلى صديقي الفنان المغربي الغالي هشام بهلول انهض أيها الفارس فجياد الإبداع بانتظارك , أرجو من الله أن يتلطفك برحمته وعنايته ويكللك بالشفاء ” , لم أنسى تلك الأوقات الرائعة التي جمعتني بشخصه ، كنا نسهر في الليلة التي لا نلتزم فيها بالتصوير وهو يردد أغاني فرقة ” ناس الغيوان ” الذي اكتشفت أنه مهوساً بأغانيها , لقد اكتشفت أيمن المرهف الحساس داخل وحش الدراما عندما ألقيت شهادتي حوله بمهرجان السينما بمدينة أسفي بالمغرب , حينما طأطأ رأسه وقد أدرفت عيناه دمعاً ” .
الفنان المغربي ” حسن الجندي ” : ” أيمن زيدان فنان كبير ورجل عصامي ، وصل إلى مكانته التي لا يضاهيه فيها أحد ، هو شخص فوق المستوى الراقي ، مثال للنقاش والرؤى النيرة ، فهو فنان مخضرم ، رجل دراما ورجل كوميديا ، فهو بحق أستاذ كبير ونجم من نجوم الدراما العربية الكبار ” .
الفنانة المصرية ” داليا مصطفى ” : ” أيمن جمعني به عمل واحد للمخرج تيسير عبدو ، لا أذكر اسم العمل لأنه قد مرت عليه فترة طويلة ، لكن برأيي أيمن شخص لطيف جداً ومريح في عمله ، أستاذ كبير غاية في إتقان شغله ، ويؤدي اللهجة المصرية بتركيز شديد ” .
الفنانة ” عبير شمس الدين ” : ” الفنان أيمن زيدان نجم عربي مهم ، وصاحب رصيد فني كبير , وهو ممن ساهموا بشهرة وتقدم الدراما السورية , ممثل يتمتع بحضور أخاذ ، وأنا شخصيا أحب له مجموعة من الأعمال منها ” الطويبي ” و ” إخوة التراب ” , هذا على صعيد العمل الفني ، أما على الصعيد الشخصي فهو صديق وأخ أنا سعيدة بمشاركاتي معه ” .
الفنان المغربي ” محمد مفتاح ” : ” بصراحة أيمن زيدان ليس ممثلاً بل فناناً ، لأنه ليس كل ممثل فنان ، بعضهم يحترف الفن كأي عامل يؤدي عملاً ما , أيمن شخص طيب المعشر وهو من أطيب وأهم وأعظم الفنانين بالعالم بأسره ، لأن الفن لا وطن له , أطال الله بعمره وزاد في ألقه وعطائه , أيمن من أعز أصدقائي بسورية الذين أكن لهم كل الحب والتقدير ، رغم أن هذه السياسة تفرقنا للأسف ، استضافنا بالقاهرة وبالشام ودبي وقطر فتحياتي وقبلاتي من خلال دراميات لأخي وصديقي أيمن ، ولسورية بلد الحضارات ” .
الفنان الأردني ” وسام البريحي ” : ” الفنان النجم العربي والأب والصديق أيمن زيدان من أروع الشخصيات التي تعاملت معها ، فنان خلوق جداً , وفنان متصارح مع نفسه لأبعد حدود , ولا أنكر أنه في بعض المشاهد التي كانت تجمعنا كان لا يتردد بإعطائي توجيهات تفيد الشخصية , فأيمن بالنسبة لي من أروع الفنانيين في الوطن العربي ، وعلى سوريا وعلى الوطن العربي أن يفتخروا بوجود فنان مثل الفنان أيمن زيدان ” .
الفنانة ” لينا مراد ” : ” أيمن زيدان صديق رائع ومحبوب يذكرني ببداياتي ، فعلى ما أذكر بدياتي كانت معه من خلال مسلسل ” يوميات جميل وهناء ” ، فهو صديق أكن له كل الشوق والمحبة والاحترام ” .
الفنان المصري ” سامح الصريطي ” : ” أيمن زيدان إمكانية فنية عالية وخفة دم تخترق القلوب ، ولديه الكثير الذي لم نحصل عليه بعد ” .