تغنى الشعراء و المطربين به، له تاريخ يشهد بعراقته و قدمه و زمانه الجميل، زارته كبار الشخصيات السياسية بفترة السبعينيات كما كان بمثابة موقع تصوير لأجمل أفلام السينما المصرية القديمة...نعم إنه مقهى بقين السياحي ..له قصة وحكاية!!
للرجوع لتلك الذكريات إلتقينا بالأستاذ محمد أفندر مختار بلدية بقين و روى لنا عن تاريخ هذا المقهى العظيم وعن عمر 72 عاماً و كيف أنشأ على مرحلتين :
المرحلة الأولى :كان عبارة عن مقصف صغير ومياه النبع تنضح من خلاله وهو عبارة عن أرض مفروشة بالرمل الأحمر يقصده السياح من كل مكان .
و مرحلة إنشاء المقصف الحالي: وقد تم بناؤه بفترة الوحدة بين سوريا ومصر وهو عبارة عن أربع طوابق عدا المسرح بقدرة إستيعابية ما بين 2000-3000 شخص وفي فترة الستينيات والسبعينات كان يمتلئ طيلة فترات الشهر السابع والثامن والتاسع و حتى السادس من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية عشر ليلاً .
تقصده الناس من كافة أرجاء سوريا و من اللبنان الشقيق والأردن ومصر، و بفترة السبعينات بدأ وفود السياح الخليجيين بإتجاه المنطقة ..
يمتاز مقهى بقين السياحي بوجبة الإفطار التي تعتبر من أميز الوجبات وقد تغنى بها الشعراء والمطربين وأطلقو الأغنية الشهيرة التي كان مطلعها (صفر صفر يا بابور وخدنا عالزبداني والفطور ببقين والعشا ببلوداني) ذكريات الزمن الجميل!!
في الستينات والسبعينات من القرن الماضي زاره كبار المطربين والفنانين منهم العملاق وديع الصافي وفهد بلان ومريم فخر الدين أيام زواجهما والسيدة فيروز والسيدة فايزة أحمد وسميرة توفيق والشحرورة صباح و فليمون وهبي، نصري شمس الدين والفنان المصري محمد طه.
عمت المنطقة بتلك الفترة كل شركات الإنتاج السينمائي وكان مقهى بقين بمثابة موقع تصوير (لوكيشن) بفيلم جسر الأشرار الذي كان من بطولة وحش الشاشة فريد شوقي وناهد شريف ,وفيلم دمي ودموعي وابتساماتي لحسين فهمي ونجلاء فتحي , وبفيلم العالم بعام 2000 لحسن يوسف وسهير رمزي وفيلم الحرام لزبيدة ثروت وفيلم رحلة عذاب لسهير رمزي ونور الشريف ولبلبة..
و مجدته الفنانة العظيمة نجاح سلام إحتفالاً بالحركة التصحيحية المجيدة حين غنت موالاً عن بقين ومياهه (موجود في أرشيف التلفزيون السوري) .
يتميز مقهى بقين باطلالته الساحرة التي تمتد من جبل الشيخ وحتى جبل صنين ، و بالإزدحام الشديد على مدخله سابقاً لذلك كانت الناس تدخل من الباب الرئيسي وتخرج من النفق.