محليات

الملوخية مع السردين تسبب السرطان.. ما هو مصدرك؟

الملوخية مع السردين تسبب السرطان.. ما هو مصدرك؟











تضج مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المقولات لهتلر، ونابليون، ومحمود درويش، وزياد الرحباني، وغيرهم من المشاهير، بعضها حقيقي ومعظمها مفبرك لا أساس له. على سبيل المثال، يتمّ تناقل مقولة لهتلر، وتعديلها بحسب بلد المستخدمين: «اعطوني سلاحاً ألمانيا وشعباً سورياً (مصرياً، أردنيا، عراقياً..) لأحتل العالم». يتمّ تناقل هذه المقولة بكثافة عبر صفحات مواقع التواصل، من دون التأكّد من صحّتها، لتصير بفعل التناقل، شبه موثوقة!
لا يتوقف الأمر عند مقولات المشاهير.. فمواقع التواصل الاجتماعي تضج بآلاف المعلومات والخلاصات من دراسات وهمية، يقوم بتناقلها رواّد المواقع تحت ذريعة «ثقّف نفسك»، أو «كن مثقفاً»، أو «هل تعلم». من تلك المعلومات المشوّهة، أمور تتعلّق بعالم الحيوانات أو الجنّ أو حتى السلوك الإنساني، وأخرى مأخوذة عن أبحاث نفسية لا أساس لها، منها مثلاً أنّ «النملة يغمى عليها عندما تعطس»!
وأمام حالة «الانفلاش» الكبيرة التي تعاني منها مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقت مجموعة من الناشطين السوريين فعالية Event «فايسبوك»، تحت عنوان «ما هو مصدرك؟». تهدف المبادرة إلى حثّ رواد الموقع الأزرق على البحث عن مصدر أية معلومة قبل القيام بتداولها. ويقول مطلقو الحدث في التعريف عن فعاليتهم: «هذه الدعوة موجهة لكل البسطاء وغير البسطاء. إن الجماهير تتعرض كل يوم للكثير من المعلومات المغلوطة، مثل سلفادور دالي مصاب بالـ«نمفومنياك»، «بينك فلويد» كانوا يتعاطون الحشيش بالإبرة، الملوخية مع السردين تسبب السرطان. أيتها الجماهير طالبي بمصدر هذه المعلومات، من أين أتت، من أي دراسة بحثية ولأي جامعة، وطالبي بأرقام إحصائية (...) ابصقوا في وجه كل من ليس لديه مصدر».
المعلومات التي لا أساس لها من الصحة، والتي يتم تداولها يومياً عبر صفحات الموقع الأزرق، لا تتوقف عند حدود أحداث فردية، بل تعدت ذلك إلى حدود صفحات كبيرة «يؤمها» الآلاف، تعرّف عن نفسها بأنها صفحات علمية، أو ثقافية. يقوم من يديرون تلك الصفحات، بنشر عشرات المعلومات والدراسات يومياً، من دون ذكر مصدرها، أو نسبها إلى مراكز أبحاث وهميّة. ويكفي لكي تصير أيّ كذبة حقيقة علميّة، الإشارة إلى أنّها «خلاصة لتجربة قام بها علماء غربيون».
مما لا شكّ فيه أن تأثير مواقع التواصل يتعاظم، وقد أصبحت منصات لإطلاق ملايين الأخبار والمعلومات... والخدع أيضاً. من آخر الأخبار التي تداولها مستخدمو «فايسبوك» تلك التي تحدّثت عن قيام نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالتبرّع بمليون دولار لإسرائيل خلال حربها على غزة، أو قيام الأرجنتين بسحب الجنسية من مواطنيها اليهود، وهي أخبار تم تدولها على نطاق واسع، وأصبحت يقيناً عند كثيرين رغم عدم صحتها.
وعلى الرغم من أنّ عدد المشاركين في فعاليّة «ما هو مصدرك؟» لا يتجاوز 750 متابعاً، إلا أنه قد يشكل نواة لحركة كبيرة قد تذكّر بعض المخدوعين بأنّ مواقع التواصل ليست مواقع خاصّة بالأبحاث والأخبار. ربما تساهم في خلق الشك في نفوس مستخدمين، اعتادوا نقل المعلومة من دون التفكير بها؛ فعد النجوم ليلاً لا يسبب التآليل، وتناول الملوخية مع السردين ليس أحد أسباب مرض السرطان، وإذا احمرّ لون القمر عند خسوفه، فإنّ ذلك لا ينذر بنشوب حرب (فالحرب ناشبة أصلاً). المشاركون على الصفحة أعطوها طبعةً ساخرة، من خلال ابتكار المزيد من «الأخبار» المستحيلة التصديق، مثلاً، يكتب أحدهم: «هل تعلم أنك إذا وضعت فيش التلفزيون في هاوس الكهرباء فإنه بإمكانك مشاهدة قناة «سبايس تون»؟ إذا فتحت باب البراد فإن الضوء الداخلي سيضيء لك لترى الأكل الموجود فيه؟ وإذا لبست حذاءك فمن المستحيل أن يلبسك حذاؤك؟
»

Copyright © aldabour.net - All rights reserved 2025