مما يؤسف له تلك الظاهرة التي بدت شديدة الوضوح في العاصمة دمشق وأعتقد أنها سحبت نفسها على كل مدن القطر وهي أن معظم المحال والفعاليات الاقتصادية والتجارية التي أغلقت أبوابها بسبب ظروف الأزمة القاسية التي تمر بها البلاد عادت وفتحت أبوابها لتصبح مقاهٍ وحانات وبارات ولترى الكبار والصغار والشيبة والشباب يتراخون على مقاعدها وكراسييها و معظمهم إما يدخن سيجارته أو ينفث دخان أركيلته ويثرثر فيما يفيد وما لايفيد
مؤسف أن ترى في معظم شوارع دمشق وحتى في أزقتها وحواريها مقاهٍ للتدخين وألعاب الورق والطاولة والتسلية وكأن الناس لا هم لهم سوى أن يدخنوا ويمضوا أوقاتهم فيما لا يفيد
مؤسف أن تتحول دمشق إلى مقاهٍ وبين المقهى والمقهى مقهى آخر
لا شك بأنها تجارة رابحة ورائجة وإلا لما فتحت هذه المقاهي الجديدة أبوابها
ولا شك أن روادها كثر وأن المتسكعين كثر ومن لا يقوى على تحمل نفقتها مضى إلى المنتزهات والحدائق العامة واخذ راحته في التدخين هناك بل إن الكثيرين اصطحبوا اراكيلهم وعدتها وانتشروا بين الهواء النظيف ليلوثوه بدخانهم
إنه أمرٌ محزن حقاً حيث يتراجع عدد المدخنين في العالم وبخاصة العالم الغربي ويزداد عدد المدخنين في بلادنا بل لم يعد هناك مكان للمدخن أن يدخن فيه في بلد ككندا مثلاً فقد منع التدخين في المقاهي والحانات والبارات والمباني وأماكن العمل وحتى من كان يدخن خارج المبنى عليه أن يبتعد على الأقل سبعة أمتار عنه حتى في بيتك يحق لأي من أفراد أسرتك أن يعترض عليك فتمنع من التدخين حتى في بيتك وهذا ليس انتقاصاً من حريتك الشخصية وإنما حفاظاً على صحتك وعلى الصحة العامة
ومما يؤسف له أكثر من ذلك أن مرسوماً قد حظر التدخين في الأماكن والمطاعم ومن في حكمها وتم التحايل على المرسوم وعاد المدخنون ليدخنوا حيث يشاؤون ومتى شاؤوا
معظم العالم يتقدم إلا نحن إلى الوراء وذلك ما جنيناه على أنفسنا وبأيدينا
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور