السادة الحضور
مما لا شك فيه أن قطاع التربية تأثر بشكل ملحوظ بمخرجات الأزمة التي بدأت
خلال عام 2011، تمثلت بتدمير وتخريب وتسرب دراسي ومحاولات مستمرة لإعاقة
العملية التربوية أو تعطيلها في بعض المناطق، إلى جانب تأثر الأطفال
نفسياً بهذا الواقع، الأمر الذي فرض على السوريين وعلى الوزارة أنماطاً
جديدة من العمل، تحقيقاً لثلاث مهام : مهمة متابعة العملية التربوية،
ومهمة تعويض الفاقد التعليمي لطلبتنا من المناطق غير الآمنة ، ومهمة وضع
مناهج دراسية جديدة.
وكان المتعلم في هذا المجال ركيزة أساسية، ولاسيما حمايته من آثار هذه
الأزمة الحقود على البشر كحقدها على الحجر والشجر.
وإيماناً من وزارة التربية بأهمية الدعم النفسي الاجتماعي لطلابها
وتلاميذها، عملت بجهد كبير ومتواصل مع منظمة اليونيسيف كشريكة لها في هذه
الجهود، و قامت بتأليف دليل الدعم النفسي والاجتماعي الذي يركز زمنياً
على مرحلة الطوارئ، وما يمكن أن تخلفه الأزمات من ضغوط نفسية على تلاميذ
المدارس، وكيفية التعامل معها ودور كل من المدرسة وأسرة التلميذ في تقديم
الدعم النفسي الاجتماعي؛ من خلال زيادة معارف المتدربين حول استجابات
الأطفال العاطفية أوقات الأزمات، وفهم الاحتياجات النفسية الناجمة عن هذه
الأزمات، وتقديم الاستجابة المناسبة وفقاً لمعلومات صحيحة، إلى جانب
إشراك العاملين في القطاع التربوي بأهمية العلاقة بين الطفل وأسرته
وغيرهم من البالغين، وأهمية الحماية للأطفال.
و قد قامت الوزارة بتدريب فريق مركزي على آليات تقديم الدعم النفسي
الاجتماعي والذي بدوره قام بتدريب فريق محلي من محافظات القطر كافة، شمل
/130/ مدرباً من المرشدين النفسيين والاجتماعيين، وتم طباعة الدليل ليكون
وثيقة مرجعية للمرشدين في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي0
واستكمالاً لعملنا يسرنا اليوم أن نتعاون مع منظمة الصحة العالمية في
التعرف على دليل المرشدين النفسيين في المدارس والذي يهتم بالصحة النفسية
للأطفال في جميع الأوقات وبغض النظر عن وجود أزمات، ويسعى بشكل أساسي إلى
زيادة معارف ومهارات المتدربين ومساعدتهم على تعزيز فهمهم لمراحل النمو
النفسي، و دمج الصحة النفسية في مبادرات المدارس التي تعمل على تعزيز
الصحة، بالإضافة إلى توفير استراتيجيات للمعالجة السلوكية تكون مناسبة
للفئات العمرية بما يشمل تقويم ومعالجة المشكلات السلوكية، والتعرف على
العلامات الأولى للاضطرابات النفسية لدى أطفال المدارس والتمييز بينها
وبين التوترات النفسية، إلى جانب شرح التدخلات المناسبة لمجموعة من
الاضطرابات النفسية مثل: (فرط الحركة، نقص الانتباه، التوحد، القلق،
الاكتئاب، الاضطرابات السلوكية..).
أتمنى لورشة العمل الحالية التي تأتي تتويجاً للتعاون المشترك بيننا أن
تحقق الأهداف المرجوة منها بما ينعكس على الصحة العامة لأبنائنا
التلاميذ والطلبة، في ظل الظروف التي مرت عليهم، وهذا التعاون ما هو إلا
تضافر جهود الجانبين بغية تحقيق الصحة النفسية وتمكين فريق قادر على
تقديم خدمات الدعم.
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور