لك معليش خللي الولاد ياكلو!
بسام طالب
|
||
من يستمع الى تصريحات بعض المسؤولين والى أحاديثهم الصحفية يقف حائرا متفكرا من أين يأتون بكل هذه الفصاحة والبلاغة والاحاطة والشمول, كلام منمق منسق محنك محبك ,يرضي أهل العريس وأهل العروس, كلام لو كنا في امتحان التعبير لنال العلامة التامة, اضافة الى ذلك تنفرد وتتفرد أحاديث بعض مسؤولينا بالزئبقية والاحتمالية وتشبيك الأمور ببعضها فهي تعد ولا تعد وتطرح حلولا ولا تطرح وتربط إصلاح الجورة بإصلاح الريكار وإصلاح الريكار بالأزمة المالية العالمية وتربط كل هذا بالتغيرات المناخية في العالم,وتداعياتها على الغلاء والبلاء وتسلط الأعداء. أما ما دعاني لكتابة هذا المقال فقد قرأت في جريدة الثورة مقابلة مع معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل: وكان حديثا (ماتخرش منه الميه على حد تعبير أخوتنا المصاروه) حديث مدروس متروس متراص منتقى بليغ حكيم محيط فريد بديع كامل متكامل شيك وأنيق ومنمق(بدكون كمان ولا بيكفوا هدول الأوصاف) فحدثتني نفسي قائلة :اذا كان هذا مستوى مسؤولينا في البلاغة والبيان والتبين فلماذا على أرض الواقع لانرى مساقط عملية لما يقولون, بل الأمور تتداعى علينا كما تتداعى الأكلة الى قصتعها فوجدت ان حكايتنا مع الحكومة ,متل حكاية ذاك الزوج الذي يدخل كل يوم على بيته قائلا لزوجته شفتلك يامرا تفاحات اليوم بيطيروا العقل اشتهيتلكون ياهون وهو فايت ع البيت وايديه فاضيه وهكذا على هذا المنوال فيوم بشوف بطيخ ويوم موز ويوم فراريج ويوم لحمه وحين تقول له زوجته: لشو كل هالمصاريف يارجال فيجيبها : لك معليش خللي الاولاد ياكلو ونحنا الله وكيلكون هيك عم ناكل؟
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور