وزير العدل بعد ساعات من تنصيبه ينصر "الغلابة" ويعيد بيت مغتصب منذ عامين لأهله وسط ذهول معاوني
|
||
يوم الاستماع إلى المواطنين عند وزير العدل المستشار هشام الشعار لم يكن للاستهلاك الإعلامي أو رفع عتب كما يفعل البعض وإنما لرفع الظلم والحيف عن العباد وقصة يوسف خير شاهد وكاد بيت يوسف أن يذهب لولا وجود القاضي الشعار وستبقى قصة بيت يوسف رمز للعدالة في وطننا ستتناولها أروقة المحاكم وألسنة العامة وأقلام الصحفيين عقود لأنها سابقة في القضاء السوري فيوسف مواطن يقطن بيته المحصن بطابو أخضر وذات ليلة عاد إلى منزله فوجد قفل الباب قد تغير وما كان من يوسف إلا اللجوء إلى مخفر الميدان فهو جاره النافذة على النافذة ولكن هذه الجيرة لم تحميه ولم تشفع له وفعلاً حضرت دورية على الفور وضبطت مبدئياً أن البيت يعود ليوسف كما تثبت الوثائق مدعومة بالكشف الحسي لأن المفتاح معه ويعرف أثاث منزله وغرفة نومه وماتزال ثيابه الداخلية معلقة في الحمام . ولكن الطامة الكبرى استدعاء الدورية على عجل وتنفيذ الانسحاب فوراً ومنع أي أحد من الدخول أو الاقتراب من الشقة الموما إليها، يعود الجميع أدراجهم مع عشرات إشارات الاستفهام ولكن كما يقال السيف سبق العذل فهذا أمر قضائي وقد قضي الأمر بنزع البيت من يوسف في عز الظهيرة ليس من المجموعات الإرهابية المسلحة وإنما من جواره الذين يشتهون البيت ليس بشرع الله وقوة القانون وإنما بشريعة الغاب وسلطة أرباب العائلات التي وجدت في الأزمة شماعة تعلق عليها غسيلها القذر يلجأ يوسف إلى القضاء وهو يحمل مفاتيح وسندات بيته ولكن لا جدوى تمر الأيام والشهور وكأنها الدهور على يوسف وأطفاله وأسرته وهو نازح من رصيف إلى أخر ومن حديقة الى أخرى وفي كل صباح ومساء يمر من جوار بيته يتمم برائحته دون أن يقترب لأنه أشبع ضرب من خصومه أكثر من مرة، يلجأ إلى القضاء ثم المحامي العام الأول ولكن لا جدوى .. لأن أحد الجوار يريد البيت وهذا الجوار محصن بالقضاء ويملك قلم العدالة رغم علمه "أن الله أقسم بالقلم" لم ييأس يوسف من عدالة قضيته ويلجأ إلى المفاصل القضائية العليا لثقته بأن الدولة فيها مؤسسات رغم الأزمة وأن هناك شرفاء رغم محاولة البعض طمس الحقائق لغاية في أنفسهم قضوها، ولكن لا يمكن طمس الشمس بغربال، يرفع يوسف السقف وبعد عدة محاولات يصل إلى وزارة العدل ويعرض شكواه التي لا تقبل التأويل مدعومة بوثائق وأختام قطعية التي تثبت أحقيته في البيت وأن بيته يغتصب بقوة القانون وحماية القضاء وحراسة الشرطة وأخذ وعد مبدئي بأن حقه سوف يعود له خلال شهور قليلة ولكن تمر الأيام وينتهي التحقيق بالشكوى ويصل إلى نتيجة مفادها، تُحفظ الدعوة بالأدراج ويبقى الحال على ما هو عليه لأن الطرف الثاني المغتصب متنفذ مدعوم بالجاه ومغطى بالغنى ومخملية العائلة ومحصن بالحصانة القضائية.. وينام العدل في الأرض ولكن عين القدير لا تنام وعدل السماء شاء .. فقد جاء وزير عدل جديد المستشار هشام الشعار لا يخاف أحد ولا يخشى أحد نظيف الكف ليس لديه بطانه ولا سماسرة ولا أخ ولا أب ولا زوجة يستطيعون الاقتراب من أي قصر عدلي في شرق البلاد وغربها لجعل الحق باطلاً والباطل حقاً وفي أول لقاء له مع المواطنين استمع إلى قصة يوسف وبعد أن حصحص الحق وخلال ساعات يعطي أمره التاريخي إلى المحامي العام الأول بدمشق بتنفيذ الأمر وإرجاع البيت إلى صاحبه قبل غروب الشمس وسط ذهول المعاونين والمحامي العام الأول والشرطة وبذلك رسم خريطة الطريق وحدد سمات المرحلة القادمة فزمن الفوضى والوساطات والرشاوى ولىّ دون رجعة.. نعم قرار استراتيجي وتاريخي وإنساني عادل مبني على وثائق وأدلة وقرائن وإن كان الخصم من أهل البيت القضائي ولكن هذه ميزة القاضي العادل المستشار هشام الشعار وإننا نرى في هذه العدالة المجردة عن كل هوى أو عاطفة أو مصلحة مفخرة في التاريخ السوري . فكان عدله أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحاً من المسك. أروقة العدل ملعبه وهو لاعب محترف يجيد وضع النقاط على الحروف في أحلك الظروف والقرارات التي اتخذها أكدت صوابية رؤياه وبُعد النظر فهو طبيب جراح يستعمل مبضعه بدراية ودقة ولكن بعد التصوير والتنظير لاستئصال الأورام التي أنهكت الجسم القضائي في سابق الأيام.. بلدنا بحاجة اليوم لأمثاله يهاجمون المشكلات في عقر دارها ويقضون على الخلل في مهده فيتخذون القرارات الصائبة دون تأخير أو تردد.. فجاء تنصيبه عرساً لجمهوره والمراجعين والمتقاضين وحتى المتخاصمين وكالصاعقة للمنتفعين وللمجرمين والفاسدين والراشين والمرتشين والرائشين بينهما . عارف العلي
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور