|
اللجوء إلى الطاقة البديلة أسهم باستقرار المياه في اللاذقية
وحيد رقماني
|
||
|
اللجوء إلى الطاقة البديلة أسهم باستقرار المياه في اللاذقية
تعاني جميع المحافظات السورية من نقص بالمياه وخاصة في هذه الفترة من السنة ولكن في اللاذقية كان الأمر مغايرا وتم اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي نقص المياه في المحافظة وفي جميع أوقات السنة وضمن إطار المتابعة والأنشطة المستمرة للاطلاع على الواقع الخدمي التي تقوم به جريدة الدبور تم التواصل مع مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في اللاذقية المهندس طارق اسماعيل الذي بين أن المؤسسة معنية بأرواء المواطنين على كامل مساحة المحافظة " ريف ومدينة" بمياه الشرب وتعتمد اللاذقية على عدة مصادر رئيسية وهي السن الذي تتغذى منه المحافظة بما يقارب 320 ألف متر/مكعب ويعد المصدر الرئيسي لمياه اللاذقية، وهناك 70 ألف متر/مكعب تغذي المحافظة من خلال الآبار والينابيع الموجودة في الأرياف.
وبين أن مياه نهر السن يتم تغذية المحافظة بها عن طريق محطات ضخ وهناك عدة محاور منها جبلة وريف القرداحة وكل محور هو عبارة عن عدة محطات ضخ وكل محطة تحوي أربع إلى خمس مضخات كحد أدنى وتضخ لصالح هذا المحور، على سبيل المثال محور الدالية يحتوي على ستة محطات ضخ تصل إلى آخر منطقة في ريف اللاذقية شرقا وهو الحد الفاصل بين اللاذقية والغاب ومياه السن وتضخ بشكل مستمر ويجب تأمين الكهرباء لمحطات الضخ لتصل لآخر نقطة في المحافظة وأي محطة تقطع عنها الكهرباء يتم قطع الضخ ويتسبب بعدم ايصال المياه للمواطنين فالطاقة الكهربائية مهمة جدا للتشغيل وإيصال المياه إلى كل مكان في المحافظة. ومن الصعوبات والمشكلات التي تواجه الموسسة أشار اسماعيل إلى أن الكهرباء هي التي تشكل العامل الأساسي في التشغيل فالمياه عبارة عن ضخ والضخ هو عبارة عن كهرباء، وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الطاقة البديلة وعذرا برأي لا يوجد طاقة بديلة تأخذ مكان الطاقة الكهربائية هي فقط تعتبر طاقات مساعدة تنجح في مكان وتفشل في مكان أخر، مثل الطاقة الشمسية هي ناجحة في أماكن معينة وغير ناجحة في أماكن أخرى والمرجع لها هو الجدوى الاقتصادية، لذلك حتى نتخلص من مشكلة الطاقة الكهربائية الذي نعاني منها على مستوى الوطن وليس علي مستوى اللاذقية فقط، لجأنا في بعض القرى إلى الطاقة البديلة وتم العمل على عزل كهربائي ومائي وهناك أبار تغذي عدة قرى ويتم تغذيتها بالطاقة الشمسية وهي من الممكن أن تحل أزمة المياه في بعض القرى. وأكد إسماعيل أنه تم وضع منظومات طاقة شمسية للآبار وسوف يتم تنفيذها بدعم من السيد الرئيس بشار الأسد وبتوجيه حكومي تم تنفيذ الطاقة البديلة على ما يقارب ستة إلى سبعة آبار وهذا أنعكس على ريف جبلة بشكل جيد جدا، مشيرا إلى أن المؤسسة قامت بإعفاء عدة محطات ضخ من التقنين الكهربائي وإعفاء هذه المحطات يعتبر مشروع تم طلبه من محطات توليد اللاذقية مقابل تسديد مبلغ من المال لا يقل عن 200 الى 300 مليون ليرة سورية حيث يتم مد خط معفى من التقنين من الخط المتوسط لصالح هذه المحطة وهذا يسهم بضخ المياه بشكل مستمر لصالح القرى.
وكشف اسماعيل أنه لدى المؤسسة خطة مماثلة في الأرياف وكذلك تم أعفاء ستة إلى سبعة محطات هذه السنة ونحن كمؤسسة قمنا بعمل دراسة عن الكثافة السكانية في المنطقة وعلى أساسها تم إعفاء هذه المحطات، ومثال على ذلك ريف جبلة تتركز الكثافة السكانية الأكبر والمحطات التي تقدم المياه لها تم إعفائها من التقنين ومنها بريف جبلة محطة ديرين والقطيلبية وغنيري، وريف القرداحة محطة سلورين التي تغذي عين العروس والرويسة وقرى أخرى، ومحطة شديدية 1 تغذي من قريتين إلى ثلاث قرى شرق القرداحة، بالإضافة إلى أننا لجأنا في بعض المناطق للطاقة الشمسية مثل المران والمتن وغيرها وتم عزل مائي وكهربائي لها وأصبح بها استقرار مائي. وعلى مستوى ريف جبلة والقرداحة أصبح وضع المياه مستقر حاليا وهناك ثلاث محطات بريف جبلة يجب إعفائها ولكن هذا الإعفاء يكلف مليارات والعمل جاري لإعفاء آبار الرومية ومنعكسها مهم على الحفة ومحيطها بالكامل، وبالنسبة لريف الحفة ومحيطها تم تركيب طاقة شمسية لبئر مهم جدا وهو بئر جبرو الذي يوزع المياه لقرية المزيرعة ومحيطها، ومحور الصلنفة هو محور مستقل مائيا يأخذ مياهه من آبار وينابيع جورين وهذا المشروع يسمى المعجزة والقائد الخالد أعطى توجيهات لتغدية ثلاث محافظات من المشروع "إدلب وحماة واللاذقية" ولكن بسبب الاعتداء الإرهابي عليه خلال الحرب على سورية تم تخريب الطاقة الكهربائية المأخوذة من حماه ثم قامت الحكومة بإيصال الكهرباء من جهة اللاذقية ولن بطاقة أقل.
وبين أن منطقة شمال اللاذقية التي تضم كرسانا القنجرة مشقيتا مستقرة مائيا ويتم تغذيتها من آبار ارتشاحية من بلوران وآبار الصفصاف ولكن هناك بعض الاختناقات بسبب أعطال طارئة وهي مؤقتة وليست حالة دائمة هذا بالنسبة لوضع المياه بالريف أما على مستوى المدن فاللاذقية وضعها مستقر بشكل عام وهناك بعض الأزمات بسبب قدم الشبكات وهذا يسبب مشاكل كثيرة ونسعى إلى استبدالها حسب الأولوية، وكذلك مدينة جبلة وضعها المائي مستقر في كل أنحاء المدينة ويتم تغذيتها يوم وصل ويوم قطع وتم إنشاء خطوط دعم أطلق عليها الفيض للمناطق البعيدة وهذا الخط تم عمله منذ شهر تقريبا، والحفة يتم تغذيتها يوميا لمدة ساعتين ضخ مياه بسبب وضع الكهرباء ونطمح لتحسين واقع الكهرباء وهذا ما يحسن وضع المياه على كامل المحافظة. وعن المشاريع نوه أنه يوجد عدة مشاريع منها مشروع يتم تنفيذه لصالح محافظة اللاذقية وهو استجرار مياه 16 تشرين وإدخاله عبر محطة تصفية وهذا المشروع من المفترض أن يغذي المحافظة بحوالي 80 الف متر / مكعب يوميا وتقوم الشركة الروسية بتنفيذه من خلال عقد قيمته 200 مليار ليرة سورية والعمل جاري وفق الخطة الموضوعة للمشروع وحصل بعض التأخير بسبب الحرب الأوكرانية وهذا سبب بتأخر التوريدات ولكن العمل مستمر وفق الخطة الزمنية ومن المحتمل الانتهاء من المشروع بين شهر أيلول وتشرين الثاني وسيتم وضعه للاستثمار وهو مشروع مهم جدا للمحافظة. وعن الوفورات النفطية وضح اسماعيل أن هناك وفورات كبيرة على مستوى المولدات الكهربائية وطبعا دائما الأولوية بالمحافظة لقطاع المياه لإمداده بمادة المازوت وكما تحدثت سابقا أصبح هناك تقنين بسبب تركيب منظومات الطاقة الشمسية وهذا انعكس إيجابا ولا توجد أي معاناة في تأمين المادة.
وعن الإجراءات المتخذة لترشيد المياه والتوعية أشار اسماعيل أننا في بداية موسم الصيف وتكون الاحتياجات للمياه بشكل كبير ونتمنى من المواطنين مرعاة وضع المياه وتخفيف التعديات عليها وترشيد استخدامها وبالنسبة للغرامات صدر منذ ثلاثة أشهر نظام للغرامات المالية العالية الذي نص على تغريم كل من يستخدم المياه بطرق غير سليمة ويتسبب بهدرها ونأمل أن لا نستخدمه،ونقصد هنا رفع الغرامة وليس سعر المياه لردع المواطن عن الهدر، وتحدث أنه العام الفائت كان عام جفاف وجميعنا شعرنا بقيمة المياه فعليا وهذه السنة سنة خير ووفرة بالمياه.
ومن جهة أخرى أوضح اسماعيل أن هناك جولات دورية ومفاجئة لشعبة التعقيم للكشف الدوري على الخزانات والتاكد من نسبة الكلور ولم يتم ملاحظة أي تقصير أو مشكلة في المحافظة، وأي شكوى من أي مكان نقوم على الفور بمعالجتها ومعظم مياه الشرب نظيفة ومعقمة وفق الكودات العالمية.
وعلى صعيد تحصيل الديون لفت اسماعيل إلى أن هذا الموضوع يتعلق بطريقة التعاطي مع المواطن أي توجيه أنذار بعدم دفع الفاتورة ونحن بالمقابل نقوم بتقديم خدمة توصيل المياه دون معاناة للمواطن وذلك في سبيل تأمين الضخ والصيانة الدائمة وهذا عمل عمل مرهق للمؤسسة مقابل فاتورة زهيدة وفي حال لم يتم تسديدها يعطى أنذار أخر ثم يتم قطع المياه، وأنا مثلي مثل أي مواطن أقوم بتسديد ما يستحق علي من ماء وكهرباء وهذا واجبي اتجاه بلدي وكلنا نعلم أن الوضع المعيشي صعب ولكن الفاتورة زهيدة جدا، ومن ناحية الدوائر الرسمية التابعة للدولة فهي ملتزمة بتسديدها بشكل دائم.
وعن إعادة الإعمار تحدث إسماعيل أن هذه المرحلة مرحلة تاريخية بالنسبة لسورية وهذا سيسهم بدعم لكل مرافق الدولة ولكن للاسف المسلحين دمروا قسم كبير منها وهذا انعكس على ميزانية الدولة وعلى مؤسساتها بإمكانية الإصلاح والتطوير وبالنسبة للقطاع المائي فإن المضخات تعمل على مدار الساعة وكانت سابقا تعمل أربع ساعات فقط وهذا يؤثر على عمرها الزمني ونحتاج لتطوير كامل المنظومة المائية والشبكات ونأمل أن تنطلق ساعة اعادة الأعمار في وقت قريب .
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور