لقاء مع الدكتور موفق جبور مدير الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية
الصحفية: مهاعلي
|
||
لقاء مع الدكتور موفق جبور مدير الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية
يعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات المساهمة في استمرار الحياة البشرية ومن أهم الروافد لدعم عملية الإنتاج الإجمالي المحلي ومن ثم رفع المستوى الاقتصادي في البلد,ومع إحداث الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية عام 2000 وُلدت بارقة الأمل للنهوض بالمستوى الزراعي و على الرغم من الظروف الصعبة التي تتعرض لها سوريا لازال البحث العلمي مستمر,ويعمل على زيادة العائد من الموجودات...
ولدى لقائنا مع الدكتور موفق جبور المدير العام للهيئة العلمية للبحوث الزراعية أوضح لنا بأن
أهمية الأبحاث العلمية الزراعية تنبع من دورها في تحسين الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني والإنتاجية في وحدة المساحة وتقليل تكاليف الإنتاج وتحسين النوعية والمحافظة على الموارد الطبيعية الزراعية والتنمية الزراعية المستدامة في ضوء التغيرات المناخية وظروف الجفاف في سورية والمنطقة العربية.
وحول الهدف من الأبحاث قال الدكتور موفق بأنه يتلخص بإيجاد الحلول للمشاكل الرئيسة والثانوية التي تواجه الزراعة, و زيادة الإنتاج فيها وتحسين نوعيته وصولاً لمفهوم الأمن الغذائي والزراعة المستدامة, مشيراً إلى المحافظة على المصادر الطبيعية والوراثية وإيجاد البدائل في بيئة سليمة.
ولدى سؤالنا عما إذا كان الذكاء الصناعي دخل أبحاثهم؟
قال جبور أنه بمفهوم الروبوت لم يدخل بعد في أبحاثهم نظراً لظروف الحصار التي يعانيها البلد،منوّهاً إلى أن مُختصي الهيئة قاموا بتصميم العديد من البرامج الحاسوبية المتخصصة، وذكر منها: برنامج حساب الاحتياج المائي بالاعتماد على تجارب ادارة بحوث الموارد,وبرنامج تحديد احتياج النبات من الأسمدة المعدنية والعضوية وذلك حسب نتائج تحليل التربة وقد تم توزيع هذا البرنامج على الوحدات الارشادية في كافة محافظات القطر لدراسة كفاءته وتم اعتماده.
أما عن أهم الأبحاث الزراعية..
التي تمت دراستها وتطبيقها على أرض الواقع خلال السنوات الماضية والمرحلة الراهنة, قال جبور:
الحقيقة أن الهيئة العامة للبحوث العلمية تعمل على محاور وبرامج بحثية تشكل الأساس في عملها، ويصعب تعداد عناوين كل هذه الأبحاث والتجارب التي أنجزتها الهيئة، ولذلك يمكن أن نسوق بعض الأمثلة والتي بالتأكيد أسهمت وتسهم في تحسين الإنتاج كماً ونوعاً بشكل مباشر أو غير مباشر:
1- في مجال التحسين الوراثي واستنباط الأصناف النباتية الجديدة: قامت الهيئة أثناء الأزمة بتحسين واعتماد 22 صنف وأصل جديد (2 قمح طري متحملة للصدأ الأصفر، وصنف قمح قاسي, وصنف شعير، و2 فول متحملة لمعظم الأمراض التي تصيب هذا المحصول، وصنف من العدس جيد الإنتاجية، وصنف من الفول السودانيالمتميز بنسبة زيت عالية، وصنف من الذرة الصفراء ذات حبوب لونها أبيض، 2 بصل عالية المادة الجافة، وصنف بازلاء، وهجينين من الكوسا، 2 زيتون متحملين لمرض عين الطاووس، وثلاثة أصناف من التفاح لإكثار التفاح)، إضافة لما سبق تم اعتماد نشر زراعة 15 صنفاً من الفاكهة (10 تفاح، و 3 كرز، و 2 خوخ), علماً بأن الأصناف التي تعتمد تتميز بصفات نوعية أو إنتاجية متميزة.
2- المحافظة على المادة الوراثية النباتية المحلية والمدخلة: إذ استمرت الهيئةبعد الأزمة في عملها بمجال الموارد الوراثية النباتية من خلال عمليات الجمع والحفظ والإكثار علماً بأنه تم اتخاذ تدابير اسعافية ناجحة للمحافظة على الموارد الوراثية التي تم العمل عليها قبل الأزمة.
3 - التحاليل المخبرية: تجري الهيئة عشرات آلاف الاختبارات والتحاليل التي تخدم المجتمع المحلي مثل الفلاحين والقطاع العام ومستوردي البذار والأسمدة والمبيدات،إضافة للبحوث التي تنفذها الهيئة.
وهناك الكثير من الأمثلة غيرها، كمسح وتصنيف الأرضي، وإعداد الخرائط البيئية لمختلف الأنواع النباتية كالزيتون والتفاح، ودراسات الملوحة وتدهور الأراضي، وتحسين كفاءة استخدام مياه الري..إلخ.
هذا وأشار الدكتور موفق جبور إلى ..
أنه يتبع للهيئة محطات ومواقع بحثية تتضمن مساحات كافية مخصصة لإقامة تجاربها وأبحاثها بإشراف المختصين، حيث تقام التجارب وفق منهجية علمية وإحصائية مدروسة ومضبوطة يصعب القيام بها في الأماكن الأخرى.
كما تتعاون الهيئة مع أي جهة أخرى في تقديم الدعم الفني والاستشارات في أي موضوع يتعلق بمهامها واختصاصاتها. ويتم نقل الخبرات والنتائج إلى الفنين والمختصين من خلال الندوات والورشات والتدريب الذين ينقلون الخبرة والمعرفة إلى المستفيدين من الأخوة المزارعين والفلاحين، كما يتم إقامة أيام حقلية يدعى أليها الفلاحين والفنيين لنشر المعارف والخبرات.
كما أوضح الدكتور جبور أن..
القطعان الحيوانية الوطنية المُحسنة تعرضت أثناء سنوات الأزمة للعديد من التعديات مما أدى لفقدان جزء كبير منها لذلك تركز الهدف خلال الفترة الماضية على المحافظة على العروق المحلية ونواة القطعان المحسنة، وتقوم الهيئة حالياً بترميم القطيع الوطني المحسن ولاسيما الأغنام، والماعز الشامي، والماعز الجبلي، مع المحافظة على الأبل والأبقار الشامية والعكشية، وكذلك الاستمرار برفد المربين بعدد لا بأس به من الحيوانات المحسنة (حوالي 3000 رأس من مختلف الأنواع خلال الفترة من 2013-2023), وقد تم خلال العام الماضي اعتماد عرق الماعز الخليط الناتجة عن التهجين بين الماعز الشامي والجبلي المتميز بصفات إنتاجية أفضل من الجبلي وصفات مقاومة وتحمل أفضل من الشامي.
ولدى سؤالنا عن الأبحاث الخاصة بمكافحة الحشرات والآفات المرضية في المزروعات أجاب الدكتور جبور بأن ..
هذا الموضوع هو أحد المحاور الأساسية التي تعمل عليها الهيئة ويأتي في صلب المهام التي تتصدى لها الهيئة، وذلك من خلال الأعمال البحثية لإدارة بحوث وقاية النبات, و تهتم الإدارة بتوصيف الاجهادات الإحيائية (فطريات، فيروسات، فيرويدات، بكتيريا، فيتو لازما، حشرات، حلم وعناكب، قوارض، نيماتودا، أعشاب ضارة…الخ) وغير الإحيائية التي تعترض النمو الطبيعي للمحاصيل الزراعية المهمة في سورية وتحديد ظروف انتشارها ووبائيتها،وتحديد الطرائق المثلى لمكافحتها (مكافحة حيوية، متكاملة، استخدام أصناف مقاومة أو متحملة، تطبيق تقانات زراعية مختلفة،تحسين ظروف النمو…الخ)،وتقوم الهيئة سنوياً مع مختلف جهات وزارة الزراعة بمتابعة موضوع الصدأ على القمح.
كما قال أن الإدارة تؤدي بعض الخدمات المهمة للقطاعات الزراعية المختلفة مثل:اختبار كفاءة المبيدات الزراعية والفرمونات المدخلة واعتمادها، تحديد المادة الفعالة في المبيدات الزراعية، تحديد الممرضات والآفات الضارة في السلع النباتية المحلية والمستوردة، والمساهمة في وضع بعض التشريعات الخاصة باللوائح الحجرية والمبيدات الزراعية .....الخ.
أما عن مشروع تربية دودة القز فقال:
إن الهيئة جهة بحثية وليست جهة إنتاجية، وهناك برنامج بحثي يتناول هذا الموضوع يتضمن عدة أهداف منها:
دراسة العوامل الإقتصاديةوالإجتماعية المؤثرة في تربية دودة القز في سورية، ودورها في دعم التنمية الريفية وزيادة دخل الأسرة وتمكين المرأة الريفية.
حصر وتعريف الآفات التي تصيب أشجار التوت ودودة القز في الساحل السوري والمنطقةالوسطى، و وضع برنامج مكافحة مناسبة لها.
إنتاج سلالات ذات مواصفات كمية ونوعية جيدة ومتأقلمة مع البيئة.
وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من هذا الموضوع وتحديد بعض أهم الآفات التي تصيب كل من أشجار التوت ودودة القز، ويجري حالياً استكمال البحث ويقوم فريق البحث بنشر النتائج بالمجلات والفعاليات العلمية، إضافة للمشاركة بالمعارض.
وحول التجهيزات أشار الدكتور جبور إلى أنه لديهم تجهيزات مقبولة جداً في ظل الظروف الحالية الصعبة التي تمر على البلد، ويحاولوا بشتى الوسائل الاستفادة مما هو موجود, موضحاً أن من أهداف الهيئة الاستراتيجية التأهيل العلمي للكوادر العاملة وأنهم يؤمنون بمفهوم اقتصاد المعرفة وأهميته في تطوير كل القطاعات، وبيّن أن هناك العشرات من طلاب الماجستير والدكتوراه الذين يتابعون دراستهم في الهيئة بإشراف مشترك من الجامعات السورية وكوادر الهيئة مستفيدين مما تقدمه لهم الهيئة من تجهيزات ومواد وتسهيلات، وسنوياً لدى الهيئة ما لا يقل عن 30 شخصاً ممن يحصلون على درجتي الدكتوراه والماجستير.
ولدى سؤالنا عن طلبات الهيئة من الحكومة لنقوم بدورنا كوسائل إعلام بإيصالها للجهات المعنية, قال الدكتور جبور:
نعلم جميعنا صعوبة الظروف التي يمر فيها بلدنا، ولذلك أستطيع القول بأن الوزارة والحكومة لا تدخر جهداً لدعمنا في عملنا ضمن الإمكانات المتاحة، ولكن طبيعة عملنا الميدانية تحتم توفر مزيداً من حوامل الطاقة لمتابعة التجارب والدراسات على الأرض وتشغيل المخابر بهدف إنجاز التحاليل والاختبارات التي يتطلب بعضها وقتاً طويلاً دون انقطاع للتيار الكهربائي، كما أن الهيئة تعرضت العديد من مواقعها ومحطاتها ومعداتها للتخريب والأضرار خلال السنوات السابقة مما يحتم زيادة المخصصات المالية لهذا الجانب. كما نتمنى لحظ تحسين دخل العاملين في البحث العلمي حفاظاً عليهم من التسرب، ومساواتهم بزملائهم أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات ومضاعفة تعويضاتهم.
قلنا ختاماً هل تسعون لنيل موقع المنافس في المحيط الإقليمي ومن ثم العالمي؟؟ أجاب جبور: ولما لا، ولدينا كوادر لديها الكفاءة والأهلية، إلا أن ذلك يتطلب مزيداً من الإمكانيات التي
لا بد من توفرها وإن كان ذلك صعباً في ظل الوضع الحالي.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور