«نابولي مدينة مفتوحة» نص إيطالي يحاكي الواقع السوري … مشروع تخرج لطلاب ثلاثة أقسام يثير الأمل في المعهد العالي للفنون المسرحية
الدبور-سوريا الأن
|
||
بواقع يعكس السطو الأميركي ومرحلة الحرب العالمية الثانية التي عاشتها إيطاليا ولكن بروح ونكهة قريبة لنا وتلامس معاناتنا، وهو يحكي قصة حرب دمرت، وأصوات قصف زلزلت، وسواد يشوب المكان، ونقص في المواد الأولية والدواء هذا ما عشناه لسنوات، كرسه النص الإيطالي الذي قدمه طلاب السنة الرابعة في قسمي التمثيل والسينوغرافيا والتقنيات بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعنوان «نابولي مدينة مفتوحة»، والمأخوذ عن نص «نابولي مليونيرة» للكاتب الايطالي «ادواردو فيليبو»، والعرض قدم بإشراف المخرج حسن عويتي، ومساعدة إشراف الفنانة علا الباشا والدراماتورج للدكتورة ميسون علي. لغد نبيل مبدع وقالت عميد المعهد جيانا عيد في تصريح خاص لـ«الوطن»: «إننا نبارك في هذا اليوم عبور أبنائنا الضفاف المتعددة في رحلة المعرفة والتجربة غير المنتهية، والتي ستحملهم من الآن إلى عتبات الحلم، ونرجو أن يكون رفيعاً ورفيقاً للحالمين الذين سبقوهم، وسعياً للأسمى والأرقى الذي صنعتموه ونسجتوه كونوا مهرة، والمهرة أصالة وانتماء، ووفاء، ولتكن مدنكم مفتوحة للنور والجمال، وسابقوا الريح لغد نبيل مبدع وألق وأكثر». قاربنا النص لواقعنا الراهن
من جانبها قالت الدكتورة ميسون علي: «إن العمل في المرحلة الأولى كان لنص «نابولي المليونيرة» للكاتب (إدواردو دي فيليبو) الذي كتبه بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وحاولنا أثناء العرض العمل على النص وإعادة صياغته على الرغم من أنه يتقاطع معنا بموضوع الحرب، ولكن الظرف في سورية يختلف، وحاولنا مقاربة النص لواقعنا الراهن من دون أن نعمل على تبيئ النص، والمتفرج يدرك هذه التقاطعات بين نص نابولي المليونيرة والواقع السوري خلال السنوات السبع السابقة، وهكذا اقتصرت المرحلة الأولى بالعمل على النص وإعادة صياغته بما يتناسب معنا». كفاءات كبيرة وبدوره قال الاستاذ سعد القاسم: «إنه عرض تخرج لثلاثة أقسام في المعهد وهم قسم التمثيل والتقنيات والتصميم، وأشرف على العرض وأخرجه حسن عويتي، والنص اختاره الطلاب بشكل يتناسب مع عددهم وإمكانياتهم، وهي دفعة تحتوي على كفاءات كبيرة، وإذا ما أخذنا في الحسبان ضيق الوقت الذي نفذوا به العرض فنجد أن العرض كان مقبولاً، وقدموا شيئاً جميلاً واستطاعوا نقل الجو والنص والروح الإيطالية إلى بلد تتعرض لحرب أيضاً، كما أن تقنيات الصوت كانت تجربة مهمة في المعهد وأيضاً شباب السينوغرافيا والتصميم، لذلك أرى أن الدفعة كانت على مستوى عال». الحرب موجودة ومن جهته بينّ الطالب خالد شباط بدور (جنارو): «أن شخصيتي هو ربّ أسرة يتجاوز عمره 50، عاماً، ولديه عائلة مكونة من زوج وولد وبنت، وجنارو كان عاطلاً من العمل بسبب الحرب العالمية الثانية، وهو شخصية رافضة لأي تحول أو تغيير بسبب الحرب، وهو يعتبر أن الحرب ليس بالضرورة أن تكون مبرراً لنعلق عليها أخطاءنا، وهو بذلك يخالف مبدأ ميكافيلي (أن الغاية تبرر الوسيلة)، وكان دائماً ضد تجارة زوجه في السوق السوداء وبالرغم من أنه متورط بها، وبعد أن غاب أو اختطف مدة سنة وشهرين يعود أكثر رفضاً للواقع الذي يعيشون فيه، ليثبت في النهاية أن نظريته كانت صحيحة وأن الحرب موجودة وهذا الأمر لا يعطينا الحق بعمل أي شيء غير أخلاقي». شخصية غير متزنة وتحدثت الطالبة رسل الحسين بدور (ماريا) عن شخصيتها وقالت: «إنها ابنة العائلة التي تشكل محور المسرحية، وهي فتاة مضطهدة وتعاني تسلط والدتها عليها، ونراها في المنزل كالخادمة وذلك في ظل الحرب العالمية الثانية بإيطاليا، وهي شخصية ضعيفة غير متزنة بسبب الضغط وفاقدة للحنان ولا تجد من يحتويها، وتشكل فترة غياب والدها نقلة في حياتها حيث تحب جندياً أميركياً وتجد عنده الملاذ الأخير، وخاصة أنها رافضة للواقع الذي تعيشه، وتجد به الحرية والحلم الأميركي في ذلك الوقت، ومن الجانب الآخر يكون ذلك الجندي غير جديّ في العلاقة معها، وتدخل مرحلة انكسار لأنه تفقد الشخص الذي أعطاها الحب والحنان والعطف وكان يشكل لها كل شيء جميل افتقدته بعائلتها، ولا شك أننا قدمنا أدوارنا وواجهنا الجمهور بكل ما يحمله من طاقة حب كبيرة، والممثل بحاجة ماسة لآراء الآخرين والناس لأنه تحت الضوء». طاقة الجمهور قوية جداً أما الطالب غيث بركة بدور (ريكاردو) فقال: «شخصيتي هي محاسب بالحزب الفاشي الذي كان يحكم إيطاليا في تلك الفترة، وعند توقفه عن العمل في فترة الحرب يبيع كل أغراض منزله وأثاثه من أجل إطعام عائلته، ويصل إلى مرحلة رهن البيوت التي يسكنها حيث يصل إلى وضع سيئ مادياً، كما أن العرض كان جميلاً وطاقة الجمهور كانت قوية جداً فأخذت طاقتي منهم». المشاركون
يذكر أن العرض احتوى على ثلاثة فصول بمدة 100 دقيقة يؤديه 11 مرشحاً للتخرج هم: (بشار أبو عاصي وجولييت خوري وحسام سلامة وخالد شباط ورسل الحسين وساندي نحاس وعلياء سعيد وغيث بركة ونادر عبد الحي ونور علي ووليم العدون إلى جانب مجموعة من طلبة السنة الثانية هم آية محمود وحسن خليل وعلاء زهر الدين وميخائيل صليبي ويوشع محمود).
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور